1986: مارادونا يقود الأرجنتين للتتويج باللقب الثاني

بعد 16 عاما من استضافة المكسيك لكأس العالم 1970، عادت البطولة إلى أرضها في عام 1986، بعد أن تعذر على كولومبيا تنظيمها بسبب الأزمة الاقتصادية والأمنية التي كانت تعاني منها. وشارك في هذه النسخة 24 منتخبا، موزعين على ست مجموعات، وكانت الأرجنتين هي البطلة السابقة، بعد أن فازت باللقب في عام 1978 على أرضها. وكانت الأرجنتين تعتمد بشكل كبير على نجمها وقائدها دييغو أرماندو مارادونا، الذي كان في ذروة مستواه وشعبيته، والذي أبهر العالم بمهاراته وأهدافه الرائعة.

وفي الدور ربع النهائي، التقت الأرجنتين بإنجلترا، في مباراة تحمل توترا سياسيا وتاريخيا، بعد أن خاضت البلدين حربا على جزر فوكلاند في عام 1982. وكانت المباراة، التي أقيمت في ملعب أزتيكا في 22 يونيو 1986، واحدة من أشهر وأكثر المباريات جدلا في تاريخ كأس العالم، حيث سجل مارادونا هدفين متناقضين في الشوط الثاني. الهدف الأول، الذي عرف باسم “هدف القرن”، كان عبارة عن مجهود فردي رائع، حيث انطلق مارادونا من منتصف الملعب، وتخطى خمسة لاعبين إنجليز، وسدد الكرة ببراعة في الشباك. الهدف الثاني، الذي عرف باسم “يد الله”، كان عبارة عن خداع متعمد، حيث لمس مارادونا الكرة بيده وسجلها في الشباك، دون أن يلاحظ الحكم الخطأ. ورغم احتجاجات الإنجليز، احتسب الحكم الهدف، وانتهت المباراة بفوز الأرجنتين 2-1.

وفي النهائي، التقت الأرجنتين بألمانيا الغربية، التي كانت قد تأهلت بصعوبة بعد الفوز على فرنسا بركلات الترجيح في الدور نصف النهائي. وكانت المباراة النهائية، التي أقيمت في ملعب أزتيكا في 29 يونيو 1986، مباراة مثيرة ومتقلبة، حيث تقدمت الأرجنتين بهدفين في الشوط الثاني، سجلهما خوسيه لويس براون وخورخي فالدانو، ولكن الألمان ردوا بقوة وعادلوا النتيجة بهدفين في آخر عشر دقائق، سجلهما كارل هاينز رومينيغه وروودي فولر. وعندما بدا أن المباراة ستذهب إلى التمديد، أحرز مارادونا تمريرة حاسمة لزميله خورخي بوروتشاغا، الذي سجل الهدف الثالث والفوز للأرجنتين في الدقيقة 86. وبهذا، توجت الأرجنتين باللقب الثاني في تاريخها، وأصبح مارادونا أسطورة حية في عالم كرة القدم.

2026: ملعب أزتيكا يستضيف المباراة الافتتاحية لكأس العالم المشتركة

في عام 2026، ستشهد كأس العالم تغييرا تاريخيا، حيث ستنظم البطولة لأول مرة بشكل مشترك بين ثلاث دول، هي الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك. وستشارك في هذه النسخة 48 منتخبا، موزعين على 16 مجموعة، وستستضيف الولايات المتحدة 60 مباراة، بينما ستستضيف كندا والمكسيك 10 مباريات كل منهما. وقد تم اختيار ملعب أزتيكا لاستضافة المباراة الافتتاحية للبطولة، وبذلك سيكون أول ملعب في تاريخ كأس العالم يستضيف ثلاث نهائيات ومباراة افتتاحية.

ولكن ملعب أزتيكا ليس بحاجة إلى مزيد من الشهرة أو الإنجازات، فهو بالفعل ملعب أسطوري ومميز، يحمل في طياته ذكريات ولحظات لا تنسى لعشاق كرة القدم في جميع أنحاء العالم. ولكن ملعب أزتيكا يواجه أيضا بعض التحديات والفرص في المستقبل، مثل:

• الحفاظ على مستوى الجودة والسلامة والراحة للمتفرجين واللاعبين والمنظمين، خاصة في ظل الزيادة المتوقعة في عدد المشاركين والمباريات في كأس العالم 2026.
• الاستفادة من التقنيات الحديثة والابتكارات الرقمية والاجتماعية، لتحسين تجربة المشاهدة والمشاركة والتفاعل مع الجمهور والمعجبين والشركاء والمسؤولين.
• المساهمة في التنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية، لتعزيز دور ملعب أزتيكا كرمز للهوية والثقافة والتاريخ الوطني والعالمي.

ملعب أزتيكا ليس مجرد ملعب رياضي، بل هو أيضا مؤسسة اجتماعية وثقافية وتاريخية، تلعب دورا هاما في حياة المجتمع المحلي والوطني والعالمي. ولهذا، فإن ملعب أزتيكا يحمل مسؤولية كبيرة تجاه المجتمعات التي يخدمها، ويسعى إلى المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، والتي تشمل 17 هدفا و169 هدفا فرعيا، تغطي مجالات مثل القضاء على الفقر والجوع والمساواة والتعليم والصحة والطاقة والمياه والمناخ والسلام والعدالة والشراكة. ومن بين الأنشطة والمبادرات التي يقوم بها ملعب أزتيكا لتحقيق هذه الأهداف، نذكر بعضا منها:

• تطبيق معايير عالية من الجودة والكفاءة والابتكار في إدارة وتشغيل وصيانة الملعب، واستخدام أفضل الممارسات والتقنيات المتاحة لتوفير خدمات آمنة ومريحة ومرضية للجميع.
• تعزيز استخدام الطاقة المتجددة والكفاءة الطاقية والحد من الانبعاثات الغازية والنفايات الصلبة والسائلة والضوضاء، وتطبيق مبادئ الاقتصاد الدائري والتصميم البيئي والتكيف مع التغير المناخي.
• دعم التعليم والتوعية والتثقيف والترفيه والتنشيط الرياضي والثقافي والفني والتاريخي للأطفال والشباب والنساء والمسنين والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والمجموعات المهمشة والمحرومة، من خلال تنظيم وتسهيل وتمويل وتشارك في برامج ومشاريع وفعاليات متنوعة ومتعددة الأطراف.
• تعزيز التعاون والشراكة والتضامن والحوار والتفاهم والسلام والتسامح والاحترام بين الشعوب والثقافات والأديان والأجيال والجنسيات والألوان والأعراق والأفكار، من خلال استضافة ومشاركة في أحداث ومناسبات ومبادرات محلية ووطنية وإقليمية ودولية وعالمية.

وبهذه الطريقة، يسعى ملعب أزتيكا إلى أن يكون ليس فقط ملعبا رياضيا عالميا، بل أيضا مؤسسة اجتماعية وثقافية وتاريخية مسؤولة وملتزمة ومساهمة في تنمية مستدامة وشاملة وعادلة للجميع.

ختام

في هذا المقال، تعرفنا على ملعب أزتيكا، وهو أحد أشهر وأعرق الملاعب في تاريخ كرة القدم، والذي استضاف نهائيات كأس العالم مرتين، في عامي 1970 و1986، وشهد بعضا من أروع وأجمل وأشهر المباريات والأهداف واللحظات في تاريخ البطولة واللعبة. وتعرفنا أيضا على سبب اختيار الملعب لاستضافة المباراة الافتتاحية لكأس العالم 2026، وما هي التحديات والفرص التي تنتظره في المستقبل. وأخيرا، تعرفنا على المساهمة التي يقدمها ملعب أزتيكا في التنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية، وكيف يعزز دوره كرمز للهوية والثقافة والتاريخ الوطني والعالمي.

نأمل أن يكون هذا المقال قد أثار اهتمامك ومعرفتك بملعب أزتيكا، وأن يكون قد ألهمك لزيارته أو مشاهدته أو معرفة المزيد عنه. وإذا كنت تريد مساعدتي في كتابة مقالات أخرى عن مواضيع مختلفة، فلا تتردد في طلب ذلك. أنا هنا لمساعدتك.